"هو إيه اللى بيجرالى ده؟؟؟"
سؤال ممكن واحد يسأله لنفسه أو يسأله لحد تانى، لأنه ممكن يكون عنده إحساس إن كل الأمور ماشية ضده و الظروف ماشية فى عكس الاتجاه اللى عايزها تمشى فيه، يعنى مثلا يبقى نفسك قوى قوى فى حاجة و بعدين تحصل عشرات من العقبات اللى تعطلك أو تمنعك إنك تعمل الحاجة دى أو توصل لها، أو ممكن برضه تكون عايش فى أمان الله و فجأة تلاقى شدائد تكاثرت عليك من كذا جهة، و مش عارف تلاحق على إيه و اللا إيه
طب لما تلاقى عقبات كتير فى طريقك أو حتى عقبات تكاثرت عليك فى نفس الوقت، إيه اللى بتفكر فيه ساعتها؟؟ ، ممكن تكون بتفكر بطريقة" الموضوع ده كده خلاااص مش نافع ، و الهدف ده بعيد عنى قوى، و كفاية قوى التعب اللى تعبته لحد كده" ، أو بيجيلك إحساس إنك ضحية لكل المشاكل الكتير اللى حصلت دى ، و تبدأ تتألم و تفقد حماسك بالتدريج، و تحس إنك لا يمكن تقدر إنك تستمتع بحياتك أو تحقق غاياتك؟؟
على فكرة وارد جدا إنك تحس بكل ده، و ممكن كمان نقول إنه طبيعى ، و لكن....... لوقت معين ، يعنى الاحاسيس دى أو الأفكار دى كلها، طبيعى إنها تعدى عليك و تفكر فيها لبعض اللحظات، لكن اللى مش مقبول،... هو إنك تفضل تفكر بالطريقة دى على طول وما تخرجش من الأفكار دى، و ده بالضبط زى جملة قرأتها مرة و هى " أنت لا تغرق عندما تسقط فى المياه، و لكن تغرق عندما تظل فيها"،....... فلو الانسان فضل تحت المية شوية ، مااااااااشى ..مش مشكلة ...مسييييره هيطلع تانى ، و لكن الكارثة ، لو فضل تحت سطح المياه و حتى ماحاولش إنه يطلع،وفضل سايب نفسه يغرق و مستسلم تماما للغرق ، و نفس الكلام ينطبق على الأفكار اللى كنا بنتكلم عنها، لو فضل الإنسان فيها، يبقى هو كده ساب نفسه يغرق فى مشكلاته و فى أفكاره اللى تعباه
طب لو مش عايز تغرق؟ ، لو عايز إنك تخرج من المياه دى، تعمل إيييه؟
فكر فى التحدى ده على إنه ممكن يكون حاجة من اتنين، إما شرنقة أو ذئب مع ضبع
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يعنى إيه الكلام ده ؟؟
بالنسبة للشرنقة، فالفراشة علشان تتحول من طور اليرقة لطور الفراشة ، مش بتتحول كده بالساهل، لااااازم الأول تعمل شرنقة حوالين نفسها و تحبس نفسها فيها، علشان تنمو بالتدريج و تكون أقوى و علشان تكوّن أجنحة تقدر تطير بها، و تستحمل المصاعب اللى هتواجهها فى حياتها، يعنى لازم تتحبس و تتكتف جوة الشرنقة دى و تستحملها ، لأنه لولاها ماكنتش هتبقى أقوى ، و إذا فرضنا إن حد كان معدّى جنب الشرنقة دى، و صعبت عليه إن اليرقة محبوسة جواها ، ففتح الشرنقة دى قبل أوانها، يبقى المصير الطبيعى لليرقة دى إنها هتموت ، لأنها لسه مش مؤهلة لمواجهة العالم الخارجى و العيش فيه كفراشة
أهى المصاعب الى بتواجه الإنسان من وقت لآخر ساعات كتييير، بتكون زى الشرنقة دى، ممكن تكون بتضايقك و تكتفك و تتعبك و لكن ده فى الظاهر بس، إنما فى الحقيقة هى بتقويك علشان تقدر تواجه المجتمع و تتعامل مع حياتك بشكل أفضل، فلو فيه حاجة كان نفسك فيها و لسه محصلتش، أو هدف نفسك توصل له و حصلت لك عقبات كتير، إعرف أن ممكن جدا إن ربنا أراد إن العقبات دى تحصل لك لأنك لسه مش جاهز للمكان ده، و لسه مش مؤهل لأنك تتعامل مع الموقف ده، ومش شرط تكون مش مؤهل علميا، ممكن التأهيل اللى محتاج له الواحد، يكون من ناحية النضج فى التفكير ،أو التعامل مع المواقف و الضغوط ،أو التواصل مع أنواع مختلفة من الناس،,,,,إلخ، و لو فرضنا إنك كنت وصلت للهدف ده قبل ما تمر بالمعوقات اللى حصلت لك (الشرنقة)، ممكن جدا ماكنتش تصمد فى الهدف ده و ماكنتش تحقق قدر النجاح اللى نفسك فيه،.......... علشان كده ربنا حط فى طريقك إعداد و تجهيز لك ،أو ممكن نقول معسكر تدريب ، على هيئة معوقات و تحديات هى بمثابة الاختبارات اللى لما تعديها و تنجح فيها ، هتكون مؤهل للمرحلة اللى أعلى منها و اللى ماكُنتش هتقدر توصل لها، لولا الإعدادات دى،..... و زى ما هو مش من مصلحة الطفل إنه يسوق عربية، إلا لما يكبر الأول و بعدين يتعلم السواقة، علشان مايؤذيش نفسه و يؤذى غيره، فبرضه مش من مصلحتك إنك توصل لهدفك بسرعة غير لما تكون مستعد للهدف ده و تعدى بفترة الإعداد اللى تؤهلك لهدفك و نجاحك علشان تنفع نفسك و تنفع غيرك
أحيانا الانسان لما تتراكم عليه المشاكل يحس إنه الدنيا ضاقت عليه من كل الاتجاهات و يبدأ يتسلل له شعور باليأس و الإحباط، و لكن...... ممكن جدا المشاكل دى تكون هى مفتاح الحل، إزاااااى؟؟؟
تعرف حاجة ، كان العرب زمان لما يشرد منهم غنمهم، يدعوا و يقولوا"اللهم سلط عليهم الذئب و الضبعا"، اوعى تفتكر إنهم كده بيدعوا عليهم من غيظهم إنهم ضاعوا و اللا حاجة، لأ خالص، بالعكس، ده همّ كده -و زى ما قال الأصمعى- كانوا بيدعوا لهم
و ده ممكن جدا يكون حاصل معاك، أحيانا ربنا يقفل قدامك طريق ، علشان يفتح لك الأكبر منه، و ربنا سبحانه و تعالى قال فى سورة البقرة
"لا يُكلِّفُ اللهُ نَفساً إلّا وُسعَها لَهَا ما كَسَبَت و عليْها مَا اكتَسَبَت" صدق الله العظيم
يعنى ربنا سبحانه و تعالى مش هيكلفك غير بما تقدر عليه ، فطالما ربنا سبحانه و تعالى كتب لك على عقبة معينة إنها تتحط فى طريقك، فثق إنك قدها و قدود ، و إنك تقدر تتغلب عليها و بالطرق الحلال، فحتى لو الظروف اللى حواليك ممكن تكون مش بإيدك ، لكن رد فعلك أنت تجاه الظروف دى ، فى إيدك جدااااااااا، و هتتحاسب على رد فعلك ده، و لك ما لك، و عليك ما عليك
فمن دلوقتى لما تلاقى عقبات فى طريقك، استوعبها على إنها إما شرنقة بتدربك و تقويك و تعلمك علشان تكون أقوى فى المرحلة القادمة فى حياتك، أو إن تراكم التحديات ده، زى بالضبط تراكم هجوم الذئب مع هجوم الضبع، فحتى لو كان تراكم للمصاعب فى ظاهر الأمر و لكن فى باطنه الفرج، أو ممكن يكون علشان يغير مسارك اللى انت ماشى فيه ، لمسار آخر، لك فيه خير أكبر بكتير
و إجمالا، سواءا كان الاحتمال الأول أو التانى ، فهتظل التحديات اللى انت بتواجها فى حياتك ما هى إلا هدايا ،ربنا سبحانه و تعالى بعتها لك لحكمة لا يعلمها إلا هو، فتقبل الهدية دى و اغتنمها ، و ممكن جدا تلاقيها شرنقة أو ذئب مع ضبع