Monday 1 June 2009

إتفرج يا سلام + تحديث



"هو أنا صح و اللا غلط ؟؟، هوّ أنا اتصرفت صح و اللا كان المفروض إنى أتصرف بشكل مختلف، و لو كان بشكل مختلف، يبقى المختلف ده هيكون إزااااى؟؟؟؟"

الأسئلة دى كلها ، طبيعى جدااااا ، إنها تدور فى ذهنك من وقت لآخر، و لكن علشان تقدر تجاوب على الأسئلة دى كلها بإجابات صحيحة قدر الإمكان ، المفروض إنك تعمل حاجة مهمة جدا، و هى...............
الإدرااااك

بمعنى إنك لازم تدرك إنت بتفكر و تتصرف إزاى علشان تقدر توجّه نفسك صح، لأن ما ينفعش تحل موضوع معين ، و انت ماتعرفش هو فين المشكلة فى الموضوع ده أساسا، زى بالضبط المريض اللى بيكون تعبان، لازم الأول يعرف إيه هى مشكلته بالضبط، علشان يتعالج على أساسها

طيب ، و الإدراك ده يتحقق إزاى؟؟؟؟

علشان تقدر تحققه يبقى لازم تسأل نفسك سؤال مهم جداااا، و هو

هل أنت شايف نفسك كويس؟؟ أو بمعنى آخر، هل انت ملاحظ طريقة تفكيرك و سلوكياتك و كلامك بشكل كويس؟؟؟؟

يعنى إذا كنت فى موقف ما ،هل تقدر إنك تقف شوية وتتخيل نفسك فى الموقف ده و كإنك بتتفرج على نفسك فى شريط فيديو؟؟ و تعرف تحكم على تصرفاتك و أفكارك؟؟

فيه بعض الناس مرّوا فعلا بالتجربة ديه، إنهم يتفرجوا على سلوكياتهم كشريط فيديو، و أذكر من المواقف دى فى برنامج (المربية الخارقة)، إن المربية لاحظت إن الأولاد بيقولو ألفاظ و شتائم سيئة جدااا، و لما سألت الأب و الأم ، فالأم قالت لها بكل ثقة و صدق و شموخ: "أنا لااااااااا يمممممممممكن أقول قدام أولادى أى شتائم أبداااااااااا" ،...و بعد كده جت مرحلة تصوير حياة الأسرة اليومية ، علشان المربية تشوف بنفسها إيه اللى بيحصل فى البيت، و بعد ما المرحلة دى عدت، راحت المربية جابت تانى الأب و الأم و بتفرجهم على لقطات لسلوكياتهم، و من ضمن المشاهد دى كان مشهد الأم و هى بتتكلم فى التليفون مع إحدى صديقاتها و بتحكى عن حاجة مضايقها – و الأولاد جنبها- و هى فى خلال مكالمتها ، كانت تقريبا قالت القاموووووووس الكامل للشتائم
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ما تتصورش رد فعل الأم و هى بتضحك على تصرفها و هى فى منتهى الإحراااااااااج، و منتهى الذهووووول، لأنها فعلا ما كانتش مدركة هى بتعمل إيه ، فعلشان كده كانت بتقول بكلللللل ثقة إن السلوك ده هى مش بتعمله- و هى فعلا مصدقة ده - فاتصدمت بالدليل القاطع الساطع بإنها بتتصرف بطريقة عكس اللى كانت فاكراها تمااااااااما، و ده كان بمثابة الصدمة اللى فوّقتها و خلّتها تدرك كويس قوى هى بتعمل إيه ،و لما أدركت سلوكها الخاطىء و استنكرته بشدة، كان سهل بعد كده إنها تتصرف بشكل أفضل بكتيييير
و تحسّن من سلوكياتها


طيب مع ذلك ، هل ده معناه إنى بقول لك إن علشان تعرف تحسّن من تصرفاتك ، يبقى تركب كاميرات فيديو فى كل حته تروحها و بعدين تقعد تتفرج على التسجيلات؟؟؟ لأ طبعا

( مع إن الأسلوب ده بيستخدم ، و لكن فى مواقف معينة، مش طول الحياة يعنى)

طيب أُمّال الحل إيه؟؟ الحل فى نعمة كبيرة أعطاها لنا ربنا سبحانه و تعالى و هى نعمة التخيل و التفكير، يعنى إذا كنت صحيح مش شايف الموقف فى شريط فيديو، فابدأ فكر فيه و بص عليه من فوق ، يعنى تصور كده لو حد كان معاك و مراقب خطواتك ، هيبقى شايف الموقف إزاى؟؟؟؟

د.واين داير، و هو أحد كبار علماء التنمية البشرية كان اتكلم مرة عن إنه من خلال قراءاته العديدة ، وجد مفهوم ما، يسمى بمفهوم المُلاحظ، يعنى إن الإنسان يتخيل أو يفكر إن جزء منه أصبح مُلاحظ للموقف و بيتفرج عليه من برة، و ضرب مثال على كده بإنه فى مرة و هو فى ممر الطائرة و بيتجه ناحية الكرسى ، كان فيه سيدة مش طويلة، و كانت مش قادرة تحط الشنط بتاعتها فى الرف العلوى ، فبالتالى كانت سدة الطريق عليه و على كل الناس اللى واقفين وراه و عايزين يعدّوا و تعبانين من مجهود السفر، فكل واحد بقى بيقول كلمة، اللى يقول : ما تخلصونا بقى، و اللى يقول: إيه العطلة ديه؟؟، و اللى يقول للسيدة: ما كنتى تطلعى فى الآخر بدل ما تعطلينا، ....هنا بقى (د.داير) و هو بيحكى ، قال: أنا كمان كنت تعبان من التعطيل و كان ممكن جدا إنى أتضايق أو أتعصب ، و لكــــــــــــن.........، تخيلت الموقف فى ذهنى من وجهة نظر المُلاحظ، و كأنى سَمَوت فوق الموقف و باتفرج عليه من برة، فلقيت إنى ساعتها كنت هاقول:" طب ما اللى واقفين دول ، ممكن إنهم يساعدوها بدل ما يتكلموا"،....... و فعلا نفذت وجهة نظر المُلاحظ و بدأت أساعدها فى وضع الشنط و من غير ما أضايق نفسى ، و الموقف عدّى بسلاسة و يسر، و حسيت إنى اتصرفت التصرف السليم

و فعلا، وقت ما الإنسان بيشوف نفسه من برة ، و يتخيل الموقف فى ذهنه من أسلوب الملاحظ، هيكون إدراكه للموقف أفضل و أشمل بكتير، و على فكرة أحيانا كتير ممكن تلاقى حولك ناس صدقوا فى كلمة وجهوها إليك، و بيلفتوا نظرك لعيوبك اللى انت ممكن تكون مش شايفها، و مش مدركها، ....فإعطى لنفسك فرصة إنك تفكر فى كلامهم ،و اعمل كده استرجاع لسلوكياتك ، (زى كده إعادة مشاهد إجوان ماتش الكورة)، و شوف بوجهة نظر المُلاحظ، هل هم بيقولوا كلام مش حقيقى، و اللا همّ أسدوا لك أكبر خدمة و لفتوا نظرك و وسعوا إدراكك لحاجة مهمة جدا ، ماكنتش واخد بالك منها
و فيه جملة شهيرة لسيدنا عمر بن الخطاب –رضى الله عنه- و هى: "رحم الله امرءًا أهدى إلىّ عيوبى " ، و فعلا لو الإنسان ده بيلفت نظرك لعيب حقيقى موجود فيك و انت مش واخد بالك ، فبيكون قدم لك أجمل هدية ، و هى الإدراك، و بعد الإدراك هيسهل إيجاد الحل، زى ما بتقول القاعدة الشهيرة فى التنمية البشرية : " إدراك المشكلة يمثل 50% من حلّها"

يبقى علشان تكون مصحصح لمسار حياتك و مدرك لأفكارك و سلوكياتك ، فمن وقت للتانى قف مع نفسك و اعمل (إيقاف ) لشريط حياتك و اتفرج عليه من برة و كإنك بتتفرج عليه فى التلفيزيون، و قيّم نفسك و أحداث حياتك ، سواءا كان تقييم ياخد ثوانى و تقدر تعمله فى موقف لحظى ( زى موقف د.داير)،أو تقييم ياخد أيام و يكون تقييم لمسار حياتك و سلوكياتك، و شوف نفسك -كبطل لقصة حياتك - بتتصرف إزاى و بتعمل إيه، و قيم نفسك بصدق ، وابدأ ارسم لنفسك الحل ، ونفذ أسلوب الحل اللى انت بترسمه و تتصوره، وبالرغم من التحديات اللى ممكن تحدث لك فى سيناريو حياتك، إلا إنك هتقدر –بعون الله – إنك تضع السيناريو لرد فعلك إنت على التحديات ديه ،و تقدر ترسم خط سيرك كبطل فى أحداث قصة حياتك


و افتكر قول الله تعالى: {بَلِ الْإنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} صدق الله العظيم ،إذاً... فأنت بصير على نفسك و رقيب عليها مهما كانت الأعذار

و ذكّر نفسك باستمرار بــــ
(الله ناظرى ، الله شاهدى، الله رقيب علىّ)
================================
التحديث