Tuesday, 14 February 2012

عيش كل لحظة كإنها آخر لحظة فى حياتك



رحمة الله على د.إبراهيم الفقى ، كلماتك ترن فى أذنى يا أستاذى ، اللهم
أعنا جميعا على حمل الأمانة التى شعرت بازدياد ثقلها بعد وفاتك ، اللهم ارحمه رحمة
واسعة و تجاوز عن سيئاته و ادخله جناتك دون حساب و لا سابقة عذاب، ونسأل الله ألا
ينقطع عمله ، و أن يكون كما قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم)

"إذا مات ابن آدم ، انقطع عمله إلا
من ثلاث، صدقة جارية و علم ينتفع به ، و ولد صالح يدعو له"
صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم

كان بداخلى الكثير من الكلمات التى ظننت إنى سأستطيع كتابتها و لكن..... و كأنها
تأبى الخروج ، فقط يكفى بأن أسألكم الدعاء له بأن يتغمده الله برحمته ، و الدعاء
لى و لزملائى من تلامذة د.إبراهيم الفقى بأن يرزقنا الله الصبر و الإخلاص و التوفيق
فى استكمال مسيرة العلم و التدريب و نفع الناس .

و سأختم هذه التدوينة بما كان يحب دائما أن يختم محاضراته و دوراته التدريبة به دائما
و يقول:
"و افتكروا دايما...عيش كل لحظة كإنها آخر لحظة فى حياتك ، لإنها ممكن فعلا
تكون آخر لحظة فى حياتك ، عيش بحب الله ، عيش بالتطبع بأخلاق الرسول و أولياء الله
الصالحين ، عيش بالحب ،عيش بالصبر،عيش بالأمل، و قدر قيمة الحياة... و السلام
عليكم و رحمة الله و بركاته
"

Saturday, 20 February 2010

تحميض لا مفرّ منه


"أشوف الأول إنى نجحت و ساعتها أصدق إنى أقدر أنجح"

تفتكر إن الأسلوب الأفضل فعلا إن الإنسان يسعى و يعمل و هو غير مصدق أو غيرمتوقع إنه هينجح ، و بدون صورة واضحة فى ذهنه عن هذا النجاح، أم المفروض إن الإنسان يتوقع النجاح أولا و يتصوره جيدا حتى توجد أمامه صورة واضحة يسعى لها بخطة واضحة و فعل مستمر ، حتى يتمكن من تحقيق هذا النجاح ، أو الهدف المنشود؟؟؟


الحقيقة إن الاختيار الثانى هو الأصح ، وهو اختيار أن تفكر فى تحقيق أهدافك بطريقة "سأرى عندما أؤمن"
و ليس العكس
إزى ده؟؟
لأن الإنسان إذا لم يؤمن بنجاحه أو لم تكن لديه صورة واضحة لنجاحه ده ، و مش متصور أو مش مصدق إنه ممكن ينجح فعلا ، فعند مواجهته لمعوقات و تحديات الحياة ، هيكون أسرع فى الاستسلام و اليأس، لأنه سيكون متوقع الأسوأ ، و غالبا ما سيتوقعه سيحدث له فعلا، لأن ما يتوقعه الإنسان بقوة يحدث له فعلا، و كمان لأن عقله سيبحث له عن الأسوأ، اما على النقيض ، فعندما يكون عندك يقين بإنك هتنجح يعنى هتنجح بإذن الله ، و متصور ده فى عقلك و متخيله بالتفصيل وبإستمرار و بيقين شديد ( و حط تحت يقين شديد دى مليووون خط) فسيسهل عليك معرفة ما ينبغى عمله لتحقيق هذا الهدف

و حتى إذا حدث فى لحظة أنك كنت متضايق أو محبط ، فسوف تكون على يقين بداخلك بإن دى مجرد مرحلة مؤقته فى طريقك لتحقيق هدفك ، لأنك متأكد و عندك صورة واضحة أنك ستصل إلى هدفك فى النهاية بإذن الله

و الحقيقة الموضوع ده باشبهه بصورة الكاميرا الفوتوغرافية ،إزااى؟؟؟؟؟

فلابد لك أن تجهز الصورة التى تريد إلتقاطها أولا، ثم تلتقطها بالفعل بواسطة الكاميرا، .. مع ذلك فهذا وحده لا يكفى حتى تظهر الصورة مطبوعة ، لابد من بعض الوقت الذى ستعمل فيه بحرص و اجتهاد حتى يتم تحميض الصورة بشكل سليم، لكى تظهر على أرض الواقع
و كون إن الصورة أول ما قمت بالتقاطها ، لم تظهر على ارض الواقع ، فده مش معناه أبدا إنها مش هتتحقق ، هى فقط بحاجة لبعض الوقت و الجهد المنظم الملتزم

كذلك الصورة الذهنية ، لازم أن يكون عندك صورة واضحة فى عقلك لما تريد تحقيقه ، حتى تتمكن من تحقيقه فعلا، و الصورة لوحدها برضه مش كفاية ، الصورة محتاجة وقت مع تخطيط و عمل ملتزم حتى تتحقق على أرض الواقع

و الصورة الذهنية بتكون أفضل و أكثر مرونة من صورة الكاميرا، ليه؟؟

لأن صورة الكاميرا إذا أخفق أو أخطأ الشخص فى تحميضها و أتلف الفيلم ، فإن الصورة تذهب و لا تعود مرة أخرى ، أما الصورة الذهنية ، فمكانها فى عقلك أنت و أنت قادرا على صنعها و تصورها ، فحتى إذا حدث إخفاق فى عملية تنفيذها على أرض

الواقع ( تحميضها) ، فبإمكانك دائما إن تعدّل فى تنفيذك و تغير فيه و تستكمل ما بدأت لكى تحقق الصورة التى فى عقلك و (تحمضها) على أرض الواقع

و لذلك ، فعندما يؤمن الإنسان بنفسه و بإن الله لن يضيع أجره ، و يضع لنفسه صورة ذهنية إيجابية و يجتهد ليحققها ، فستكون مسألة وقت حتى يتم تفعيل هذه الصورة

فالذى يقول "سأؤمن عندما أرى النتيجة أولا" ، هو بالضبط كمن يقول أنه سيرفض أن يصور بالكاميرا ، لأنه سيصدق أن الكاميرا قادرة على التصوير عندما تظهر الصورة على ارض الواقع أولا

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

فالنتيجة إن اللى بيفكر بالطريقة دى هيفضل منتظر الصورة دى كثييييير قوى ، و فى الآخر يتشاءم و يحبط و يقول مفيش فايدة
!!!!!!!!!!!

و موضوع الصورة الذهنية ده بيسير فى الاتجاهين !!!!! يعنى إيه؟؟؟؟

يعنى إن الصورة دى هتتحقق فعلا سواءا كانت صورة جيدة أو سيئة ، لذلك يوجد المقولة الشهيرة
( احترس مما تفكر فيه و تتمناه لأنه من الممكن أن يتحقق)

و احنا عندنا معنى مهم جداااااا ، بأن ربنا سبحانه و تعالى بيكون عند ظن عباده به ، ففى الحديث القدسى ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فى ما بلغ عن رب العزة
"أنا عند ظن عبدى بى ، فليظن عبدى بى ما يشاء"
فربنا سبحانه و تعالى بيوعد عباده إنه كما يظنون به ، كما سيحدث لهم

علشان كده بيكون خسارة جداااااااااااااااا ، لما واحد يتوقع الأسوأ و يضع فى ذهنه صورة سيئة ، و يبرر ده بإنه يقول "بس أصل أنا عارف نفسى مش هنجح و مش معقول أحقق الهدف ده" ، و لمّا فعلا الموضوع لا ينجح ، فيقول بلهجة المنتصر و الأكثر دراية بالأمور : " شفت؟ مش قلت لك مش هينفع و مش هانجح، أنا باقول لك أنا عارف نفسى كويس"

و لكن الحقيقة إنه فعلا نجح ، نجح فى إنه ينفذ بالضبط ما رسمه و تصوره فى عقله ، و عقله نفذ له ما تصوره ، فعندما تصوّر و تيقن أنه لن يصل لهدفه و كان بيسعى و هو عنده القناعة دى ، فكان طبيعى جدااااااا إنه فعلا لا يصل لهدفه ، و عقله نفذ له ما أراد ، و الصورة اللى فى ذهنه هى التى تم تنفيذها فعلا (تحميضها) فى واقعه

فالفارق الآخر و المهم جدا بين صورة الكاميرا و الصورة الذهنية ، إن صورة الكاميرا تحميضها بيكون اختيارى ، ممكن تحمضها أو لأ ، أما الصورة الذهنية ، فتأكد إن تحميضها و حدوثها على أرض الواقع هو أمر لا مفر منه ، و هيحدث حتما ، لأن الانسان طالما عايش فهو بينفذ ما يأمره به عقله ، و من نعمة ربنا –سبحانه و تعالى – على الإنسان إنه هو نفسه يستطيع إنه يصدر الأوامر لعقله بما يريد من عقله أن يأمره به فيما بعد ،
أو بمعنى آخر ، إنك كما ستأمر عقلك و تضع فيه الصورة التى تتصورها و تفكر فيها باستمرار ، كما سيسعى عقلك وراء هذه الصورة ليساعدك على تنفيذها

و من يخاف من أن يتصور ما يريده أو أن يضع لنفسه حلم ، بسبب إنه (مش عايز يتوقع حاجة كويسة علشان لو لم تحدث فلا يصاب بالإحباط) ، فده فى حد ذاته هو أكبررر إحباااااط ، إحباط إن الإنسان يمنع نفسه حتى من مجرد تصور إنه سيصل إلى ما يريده ، فإذا الانسان توقع القليل و حصل على القليل ده – و أحيانا كثير بيكون أقل من هذا القليل- فسوف يصل لحالة استسلام للأمر الواقع و ستضعف همته للسعى فى المستقبل، و يصاب بالإحباط فعلا ، و الكارثة الأكبر ، إنه بدل ما يتعلم من اللى حصل ده ، بيقول (طب كويس بقى إنى لم أتوقع شىء كبير ، علشان مايجليش إحباط)

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ده على أساس إن اللى هو فيه دلوقتى ده مش إحباط مثلا

أما على الجانب الآخر ، فإذا كان لدى الانسان صورة و هدف بما يريده و سعى و اجتهد و حدث إنه فى مرحله من المراحل لم يحدث نفس قدر النجاح اللى كان متوقعه ، فكون أن لديه صورة ذهنية قوية بأنه سينجح حتما ، فده هيعطيه الدفعة القوية إنه يحاول مرة أخرى و أخرى بدون يأس أو كلل ، لإنه عنده صورة لنفسه بإنه هيصل بإذن الله ، هى فقط مسألة وقت و جهد منظم

و حتى عندما نسمع أحيانا لأحد الناجحين و هو بيقول (أنا اتفاجئت بالنجاح و لم أكن متوقع ده على الإطلاق)، فيظن البعض إنه لا علاقة بين توقع النجاح و بين حدوثه ، و لكن ده ظن خاطىء
طب أمال إيه اللى بيقوله ده ؟؟؟ و جه إزاى؟؟؟؟؟

اللى بيقوله ده ببساطة بيكون له ثلاثة أسباب ،ممكن يكون أى سبب منها أو كذا سبب مجتمعين مع بعض :

السبب الأول إن الشخص بيكون عنده أمل بحدوث النجاح و بيسعى له بقوة ، و لكن صدمة تحقق هذا الأمل على أرض الواقع لها عامل مفاجأة و فرحة أخرى ، تماما كمن يجتهد فى المذاكرة و يتمنى أن يكون الأول و يرسم فى عقله هذه الصورة و يعمل على تحقيقها باجتهاد شديد ، و مع ذلك فكلللللل ده لن يمنع فرحته الشديدة و مفاجأته عندما يصبح الأول فعلا

و السبب الثانى إنه ممكن فعلا يكون فى مرحلة من مراحل حياته لم يكن متوقعا لهذا النجاح على الإطلاق، و لكنه كان فى الماضى متوقع شىء معين ، و عندما تحقق و نجح فيه ، فتوقع شىء آخر أعلى منه ، و مع الوقت و مع تكرار التوقعات الإيجابية و مع نجاح و راء نجاح بدأ توقعه يزداد تدريجيا إلى أن وصل لهذا المستوى، و لكنه فى بداية الطريق لم يكن عنده هذا المستوى من التوقع

و السبب الثالث – و المهم جدا- إن ربنا سبحانه و تعالى من أسمائه الحسنى الكريم و الجواد ، فمن يجتهد و يعمل و هو عنده هدف و رؤية واضحة ، و هو يحسن الظن بالله ، فممكن جدا تجد إن ربنا كرمه بأكثر مما تصور ، و فتح له أبواب عديدة

و يوجد العديييييد من الناجحين اللى كانت لديهم صورة ذهنية واضحة و إيجابية لما يريدون فى الحياة ، و يعملون بجدية و التزام ليحققوا هذه الصورة
على سبيل المثال (بيل جيتس) مؤسس شركة (مايكروسوفت) و الذى ظل أغنى رجل فى العالم لسنوات عديدة ، (بيل جيتس) عندما سُؤل السؤال التقليدى ( هل أنت كنت بتحلم باللى وصلت له دلوقتى؟) ، فهو استغرب السؤال و أجاب بتلقائية

"باحلم باللى وصلت له دلوقتى !!!؟؟ ده أنا كنت بامشى جوة حلمى"

ياااه ، إجابة قوية جدا ، مش كده ؟ ، يعنى مش بس كان راسم صورة لحلمه فى ذهنه ، ،دى كانت صورة مرسومة و محفورة بداخله بالتفصيل لدرجة إنه كان عايشها و بيدخل و يمشى بداخلها فى عقله من كتر وضوحها، و على قدر وضوح الصورة ، على قدر ما استطاع إنه يحققها على أرض الواقع

ويوجد موقف ذكره (زيج زيجلار) مدرب التنمية البشرية أنه عندما تم افتتاح

حديقة (والت ديزنى ) الشهيرة فى فلوريدا ، كان ذلك بعد وفاة (والت ديزنى) نفسه ، فأحد الصحفيين كان بيعلق لــ (روى ديزنى) أخو (والت ديزنى) و بيقول له: "خسارة إن (والت) رحل عن عالمنا و مش موجود معانا علشان يشوف الحديقة" ، فرد
عليه (روى) و قال له
"ده هو أول واحد شافها"

فعلا (والت) كان أوووول واحد شافها فى عقله هو و لذلك مع التخطيط و العمل الملتزم أصبحت حقيقة يراها الآخرون، و استمرت حتى بعد وفاته

و من تاريخنا ، يوجد القصة الشهير لأربعة أولاد يجلسون حول الكعبة و كل واحد منهم بيقول هو نفسه يكون إيه لما يكبر، فأحدهم قال إنه يطمح بأن يحكم العراق، و الثانى قال أنه يطمح بأن يحكم العرب ، و الثالث يطمح بأن يحكم الدنيا ، و الرابع قال أنه يتمنى أن يؤخذ عنه العلم و يصير من العلماء، و بعد زمن من هذه المحادثة كان لكل واحد فيهم ما تصور لنفسه ، فالأول كان (مصعب بن الزبير) و حكم العراق فعلا، والثانى كان (عبد الله بن الزبير) و فعلا حكم العرب ، و الثالث كان (عبد الملك بن مروان) و فعلا أصبح خليفة للمسلمين ، و الرابع كان (عروة بن الزبير) و بالفعل أصبح من أعظم علماء المسلمين

و كلللل الأمثلة دى و غيرها ، أكبر بكثييييير من أن تكون مجرد مصادفة ، إنما كانت صورة مرسومة فى العقل و هدف محدد يتبعه تخطيط و يصاحبه عمل و اجتهاد ، و كل ده مع يقين شديد بالله –سبحانه و تعالى- بإنه لن يضيع أجر من أحسن عملا

و لذلك فسترى نتيجة عملك ، عندما تؤمن أولا بأنك تستطيع و تقدر

فانتبه لما تزرعه فى عقلك ، لأنك حتما ستحصده فى واقعك

فأحسن الظن بالله ، و أيا كان هدفك أو ما تريد أن تفعله ، فضع صورة فى ذهنك واضحة له ،و اضبط بوصلة عقلك فى اتجاه هذه الصورة ، و كلما كانت الصورة أكثر وضوحا كلما ساعدك ذلك على تحقيقها و ساعدك على معرفة ما ينبغى عمله للوصول إليها ، واكتب هذه الصورة، فــ ( كتابة الهدف تمثل 50% من تحقيقه) ، و بكتابتك له

بتثبت إنك بتؤمن به حقا و بتؤمن بحدوثه ، و حينها أبشر، لأنك حتما ...سترى عندما تؤمن ...، خاصة عندما تتبع ذلك بالتخطيط الجيد و السعى و الجهد المستمر المنظم ، و الأخذ بالأسباب كاملة ، و كن على يقين بأن الله –سبحانه و تعالى – سيحقق لك ظنك و يكرمك أيضا، و ما تتصوره فى عقلك ستجده حتما فى واقعك ، فتنفيذ هذه الصور سيكون بمثابة تحميض....تحميض لا مفرّ منه

Thursday, 28 January 2010

وَهْم الفصل الخامس


تفتكر الظروف هى اللى بتصنع الإنسان ؟ أو الإنسان باستطاعته أن يصبح ما يريد مهما كانت الظروف؟

صحيح طبعا و لا ننكر إن الظروف لها تأثير ، لكن ..مين اللى بيحدد نوع التأثير ده؟؟؟

الحقيقة إن علماء التنمية البشرية قالوا كلمتهم فى الموضوع ده، و هى إن

(الظروف لا تغير الإنسان و لكن تظهر ما بداخله)

!!!!!!!!!!!!!

معناه إيه الكلام ده؟؟؟

عارف مثلا لما إنسان يتعرض لموقف صعب فى حياته ، فيجد ناس وقفت بجانبه و ناس ثانية تخلت عنه و ناس ثالثة أصبحت بتإذيه، ساعتها بيقول الكلمة بشكل تلقائى و هى

(الظروف بينت لى الناس على حقيقتهم)

الجملة دى بليغة جدا بالرغم من بساطتها الظاهرية، لإن فعلا الظروف بتوضح معادن الناس و حقائقهم، أهو نفس الوضع ينطبق على كل إنسان بينه و بين نفسه فى ظروف حياته ، إنه هو كماااااااان

(الظروف هتبين له نفسه على حقيقتها)

يعنى مثلا ممكن تلاقى قدامك نماذج لثلاثة أشخاص ، و الثلاثة ظروفهم متشابهه جدا، سواءا كانت فقر أو ظروف اجتماعية صعبة ، أو ..أو ، و مع ذلك تلاقى واحد سرق و نهب و أذى من حوله، و التانى استسلم للوضع و فضل محلك سر و كل ما حد يطلب منه إنه يشغّل تفكيره شوية و يلاقى لنفسه مخرج من الوضع اللى هو فيه ، يقوم يشغّل تفكيره فعلا، و يلاقى لنفسه مخرج فعلا....بس مخرج يطلعه بره النجاح!!! و يؤدى به إنه يتوقف عن التعب و السعى، و عقله بيكون غاية فى الإبداع و هو بيدوّر على الأعذار المختلفة لنفسه علشان يلوم الظروف بدل ما يتحمل مسؤلية حياته . أما الثالث ، فده بيتعب جدا و بيسعى بكل جهده و كل شوية يصطدم بمعوقات فى طريقه ، لكنه بيكمل سعيه و يحاول بأكثر من طريقة علشان يحقق هدفه و يحسّن من وضعه، و فى نفس الوقت بيتقرب أكثر لربنا -سبحانه و تعالى- و يسأله إنه يعينه و يتولى أمره ، لأن عنده ثقة كبيرة فى الله إنه هيوفقه و مش هيضيعه أبدااا ، طالما هو اجتهد و أخذ بالأسباب كاااااملة ، و بالطرق الحلال

يعنى الثلاثة تعرضوا لنفس الظروف و لكن رد فعل كل واحد فيهم اختلف، و رد فعل كل واحد فيهم بيعبر عن شخصيته و أفكاره و معدنه الحقيقى

النموذجين اللى فى البداية، النموذج الأول- للإنسان اللى تسبب فى الأذى لنفسه و لمن حوله- ، و النموذج الثانى -للإنسان اللى استسلم لوضعه و قال خلااااص مفيش فايدة-، الاثنين دول مبدعين جداااااا، أيوة بجد مبدعين ، دى مش غلطة مطبعية و لا سخرية ، هم فعلا مبدعون لأنهم بيبدعوا فى إيجاد الأعذار لأنفسهم علشان يعملوا اللى هم عايزينه سواءا كان أذى للناس، أو استسلام للأمر الواقع

فطريقة الإبداع فى إيجاد الأعذار دى ، ممكن تشبهها بطريقة تفكير شخص ما ، ذهبت أنت إليه و طلبت منه إنه يساعدك فى الشغل مثلا، فلو مش عايز يساعدك أو مكسّل ، فهيبدع فى إيجاد الأعذار بالأحوال المناخية، فلو كنتم فى فصل الشتاء هيقول لك: "إيه ده بس؟ ده احنا فى الشتاء دلوقتى و الدنيا ساقعة و مطرة، و أنا مقدرش اشتغل فى الجو ده"

و لما تروح له فى الربيع ، فهيقول لك: " بقى فيه حد يشتغل فى الربيع و يسيب جمال الطبيعة و الزهور!!!! ، و بعدين ده ساعات بيبقى فيه رياح و الجو بيبقى كله تراب كده ، و مش مناسب للشغل خالص بصراحة"

و لو رحت له فى الصيف هيقول لك: "مش هينفع ، ده الدنيا حر و الشمس حامية و كده ، لأ لأ مش هينفع خاااالص"

و لما تروح له فى الخريف ، هيقول لك: "و بعدين بقىىىى؟؟؟ الجو بتاع ورق الشجر اللى بيقع ده بيضايقنى قوى و بيتعب لى نفسيتى ، و أنا بصراحة ما استحملش الجو ده إطلاقا ، و مش جو مناسب للشغل خالص بصراحة ، أنا مش عارف إنت بتفكر إزاى، إنت مش حاسس بالدنيا فيها إيه؟؟"

على قدر السخرية اللى فى المثال ده ، إلا إنه بيوضح جدااا العملية الذهنية للشخص اللى بيفكر بطريقة الإبداع فى إيجاد الأعذار، فى حين إنه ممكن يوجه إبداعه فى إنه يلاقى لنفسه حل بدل ما يلاقى لنفسه عذر، لأن اللى بيفكر بطريقة الإبداع فى إيجاد الأعذار ، هيفضل قاعد مستنى ظروف تفصيل زى ما هو عايزها، فيبقى كإنه منتظر فصل خامس وهمى من فصول السنة، فغالبا هيفضل منتظر كثييييييير ، لأن لو فضل بنفس طريقة تفكيره، فمهما اتغيرت الظروف من حوله ، هيفضل بررررضه يبدع فى إيجاد الأعذار لنفسه


أما اللى بيفكر بطريقة الإبداع فى إيجاد الحلول فهيفكر فى اتجاهين،

الإتجاه الأول ، إن فى أى ظرف يتعرض له هيجد ميزة يقدر يستخدمها لصالحه

الإتجاه الثانى، هو إنه يجد وسيلة علشان صعوبات الظرف ده لا تمنعه من تحقيق هدفه


و يوجد مثال بسيط و طريف عن شخص استخدم الطريقتين معا، شاهدت مرة إحدى البرامج الأجنبية عن الأفراح اللى حدث فيها أحداث غير تقليدية، و عرض فى إحدى حلقاته فرح تم إقامته فى حديقة مفتوحة و بالنهار - زى العديد من الأفراح الأمريكية- و كان الجو جميل جدا و صحو ، و كان فى ولاية أمريكية معروف عنها إنها ولاية مشمسة و ناااادرا ما تمطر، و لكن...على غير المتوقع و فى أثناء الفرح ، هبت رياح قوية جدااا قلبت الترابيزات على الناس و وقّعت الأعمدة ، و مش بس كده، ده بعد وقت قليل جدا بدأت تمطر ثلوج!!!!!!، و طبعا أطباق الأكل وقعت على هدوم المعازيم و فستان العروسة اتبهدل ، و الوضع كله أصبح فى منتهى الفوضى، و العروسة بدأت فى البكاء و أصدقاء العريس سخروا منه و قالوا له إنه مشؤوم و حظه سىء، و إن الزيجة دى باين عليها فاشلة من البداية، و ده طبعا غير ردود فعل المعازيم


تخيل احساس و رد فعل العريس و العروسة فى موقف زى ده هيكون عامل إزاااى؟؟؟


و لكن..العريس فكر إنه، إما هيستسلم للظروف و للشعور بالتعاسة يوم زفافه، أو إنه يستخدم الظروف لمصلحته، و يجد وسيلة لإتمام زفافه بفرحة و سرور، و ده اللى عمله فعلا ،........... فأدرك ميزة إن يكون فرحه وسط الثلوج، و بما إن هدوم المعازيم كده كده متبهدله، فتعاون مع أصدقائه و قاموا بتجهيز مساحة وسط الثلوج، و عملوا سباق تزحلق و انزلاق على الثلوج اللى فى الأرض، ..و شوية و انضم لهم المعازيم ، و بدؤا كل المعازيم و العريس و العروسة يعملوا كور ثلجية و يحدفوا بعض بيها ،و يجروا ،و يلعبوا ،و يقعوا على الأرض، و يضحكوا ،و يحدفوا بعض بالأكل اللى وقع ،و يستمتعوا بوقتهم كإنهم فى رحلة، و تغير الحال تماماااا و أصبح الفرح كإنه مدينة ملاهى


فطريقة التفكير وجّهت العريس إنه يتأقلم مع الظروف و يستخدمها لمصلحته، فهو بكده عمل زى المثل الرااااائع اللى بيقول

(لا تلعن الطقس و لكن ارتدى الزى المناسب)


وبالنسبة لتطبيق ده على مستوى مواقف أوسع و أشمل ، فلما تبقى طريقة تفكيرك فى اتجاه أن تستخدم ظروفك لصالحك، فيبقى كده زى طريقة تفكير الإمام ابن تيمية - رحمه الله- لما كان بيقول

" ماذا يفعل بى أعدائى؟ فقتلى شهادة ، و سجنى خلوة، و نفيى سياحة"

يعنى لسان حاله بيقول إن أى ظرف هتضعونى فيه ، هاستخدمه لمصلحتى، لو قتلتونى، يبقى هاموت شهيد، و لو سجنتونى ، أهى خلوة مع الله -عز وجل- و فرصة للعبادة و التأمل ، و لو قمتم بنفيى و أخرجتمونى برة البلد ، أهى ترفيه و سياحة لى

يعنى مهما يفعلوا معه، برررررضه هيستخدم الظروف لصالحه


فكّر كده بنفس الطريقة دى على ظروفك و شوف إحساسك و رد فعلك هيختلف قد إيه


طيب و طريقة الاتجاه الثانى، إن الإنسان لا يجعل الظروف تمنعه من تحقيق هدفه؟، و يجتهد لإيجاد وسيلة لتحقيق ما يريد، شوف هنا طريقة التفكير المبدع لإيجاد الحلول، ففى موقف حقيقى حصل لطالب علم عايز يروح يتعلم من عالِم معين، لكن العالِم ده موجود فى بلد بعيدة، فقرر الطالب إن حاجز المسافة مش هيمنعه، و أخذ المسافة سيرا على الأقدام من أسبانيا للعراق، و بعد ما أخيرا وصل للبلد اللى فيها العالِم اتصدم...اتصدم بإيه؟؟؟

بإن العالِم مسجون فى بيته و غير مسموح له إنه يعلم الناس

!!!!!!!!!!!!!!!!

فطبعا كان صدمة لطالب العلم بعد ما سافر المسافة دى كلها، و لو توقف فى سعيه هنا و قال إنه سعى و اجتهد و سافر و لكنه صدم بالواقع، فغالبا لم يكن ليلومه أحد، و كانوا هيقولوا إنه عمل اللى عليه و زيادة

و لكن هو لإن بداخله رغبة حقيقية و عايز بجد يوصل لهدفه مهما كانت الظروف، ففكر بطريقة الإبداع فى إيجاد الحلول

و توصل فعلا لحل مبدع، و هو ...إنه يمر على بيت العالِم كل يوم و لو لدقائق معدودة و هو متنكر فى هيئة شحات!!!!، فيتنكر فى هذه الهيئة و يعدى جنب بيت العالم كل يوم و هو ينادى كما ينادى المتسولون، فيدخِلُه العالِم إلى بيته لمدة دقائق معدودة يستثمرها الطالب ليعرف منه و لو القليل من العلم

كلللل ده علشان يوصل لهدفه مهما كانت الظروف، و فعلا تعلم هذا الطالب ، و كان تلميذا نجيبا، و هذا الطالب هو (بقى بن مخلد الأندلسى) و العالِم هو الإمام الجليل أحمد بن حنبل
و الأمثلة دى على سبيل المثال فقط ، لا الحصر، و قصص الناجحين مليييييئة بمواقف من هذه النوعية ، و من أكثر الحاجات اللى تساعدك - بإذن الله -على أن توجّه طريقة تفكيرك فى ظروفك بشكل يساعدك على النجاح، هى قراءة قصص حياة الناجحين ، و كيف كانت ظروفهم غاية فى الصعوبة و مع ذلك نجحوا و تفوقوا و حققوا أهدافهم

و كما ذكرت فى مقالة سابقة لى، إن ربنا -سبحانه و تعالى- قال فى سورة البقرة
"لا يُكلّف الله نَفسًا إلا وُسْعَها لَها مَا كَسَبت و عَلَيْها ما اكتَسَبَت"
صدق الله العظيم
يعنى ربنا -سبحانه و تعالى - مش هيكلفك غير بما تقدر عليه، فطالما إن ربنا وضع فى طريقك ظروف معينة، فتأكد إنك بطريقة أو بأخرى تقدر تستخدم الظروف دى لصالحك أو تتغلب عليها وبالطرق الحلال، فحتى لو الظروف اللى حواليك ممكن تكون مش بإيدك، لكن رد فعلك أنت تجاه الظروف دى ، فى إيدك و هتتحاسب على رد فعلك ده ، و لك ما لك ، و عليك ما عليك

فاستعن بالله و خذ بالأسباب كاملة و لا تبدع فى إيجاد الأعذار ، و ابدع فى توظيف الظروف لصالحك و فى إيجاد الحلول التى تساعدك فى تحقيق أهدافك ، و لا تضيع حياتك فى انتظار وَهْم...وَهْم الفصل الخامس
=======================
التحديث

Thursday, 14 January 2010

اصنع ( نوبل ) الخاصة بك


" هل انت مقدر نفسك؟"
من ضمن الحاجات المهمة للإنسان ، إنه يشعر بإنه متقدر من الآخرين ، و لكن السؤال الأهم، و قبل ما تكون بتسعى للتقدير من الغير، هو: هل أنت بتقدر نفسك بشكل إيجابى سليم؟؟؟؟
شكل إيجابى سليم إزاى يعنى؟؟؟؟

يعنى مثلا، تكون مش بتقلل من نفسك كل شوية ، و مش بتقول على نفسك صفات سيئة ، و إنك تكون بتقدّر قيمة نفسك و بتشعر إنك بتعمل حاجة مفيدة، مهما كانت الحاجة المفيدة دى صغيرة فى شكلها، و لكنك بيكون عندك ثقة إن لها أثر و عمق فى حياة الآخرين، حتى و لو كان الأثر ده ، مجرد رسم ابتسامة على وجوه الغير. و إن تكون معظم الأعمال اللى بتقوم بها بتاخد فيها نية كبيرة لربنا سبحانه و تعالى، فبتكون طامحا فى الثواب الكبير اللى على قدر نيتك الكبيرة،و لأنك بتعمل كل ده فالنتيجة إنك فى خلال يومك بتكون فى حالة من الإمتنان و الرضا، و بالتالى، بيكون عندك إحساس بالسعادة والثقة بالنفس

أتمنى بجد إنك تكون بتفكر بالطريقة دى، و تكون بتقدّر نفسك بشكل إيجابى ،..مع ذلك ، فأظن إن كثير من الناس مش بيفكروا كده، ده ممكن يكونوا بيفكروا بطريقة عكس كده تماما

طيب إزاى نفكر بالطريقة الإيجابية اللى ذكرناها؟؟؟؟؟؟
أول حاجة لازم تدركها جيدا ، إن الشخص اللى بيفكر فى نفسه بشكل إيجابى صحى و سليم، هو فى حقيقة الامر إنسان نافع للغير ، و لكن على الجانب الآخر ، الشخص اللى بيقلل من نفسه بشكل كبير، فده بيمارس نوع من أنواع الأنانية

!!!!!!!!!!!!!!!!
نعم.....الأنانية، إزاااى؟؟؟؟؟
ممكن حد يفتكر إن الإنسان لما يبحث عن إيجابياته و يقدّر نفسه ، فده نوع من أنواع الغرور أو التفكير فى النفس الزائد عن اللزوم أو التمركز حول الذات و الأنانية، و علشان كده ،و علشان يثبت لنفسه إنه إنسان معتدل و مش أنانى و لا حاجة ، فبيعدد سلبياته بشكل متكرر و يركز عليها و يضيف عليها كمان ، و مش بعيد يبدأ يقولها للناس، فى حين إن الحقيقة اللى هو مش مدركها إنه هو كده مش معتدل و لا حاجة، ده بالطريقة دى، بيبقى هو اللى متمركز حول ذاته و بيمارس نوع من أنواع الأنانية
فالشخص المغرور متمركز حول ذاته بإنه بيفكر فى نفسه كثير و بيزود من الأنا بتاعته زيادة عن اللزوم، أما بالنسبة للشخص اللى بيقلل من قيمته باستمرار، فهو برضه متمركز حول ذاته ، و بررررضه بيفكر فى نفسه كثير ، و لكنه بيقلل منها زيادة عن اللزوم
ممكن تكون أول مرة تنظر لها بالنظرة دى، إن كلا الشخصين بيتمركزوا حول نفسهم بشكل مبالغ فيه، و لكن واحد بالزيادة قوى ، و التانى بالناقص قوى.
و يمكن كثير من الناس بتتجه للتركيز على سلبياتها ، ظنا منهم إن دى حاجة كويسة وصفة جميلة، و إنهم كده فى الأمان و بعيدين كل البعد عن الأنانية و عن التمركز حول الذات، و كمان لإن المجتمع و المفاهيم الموجودة بتساعد على حاجة زى كده، فالنتيجة إنهم بيتجهوا للسلوك ده أكثر، ظنا منهم إنهم كده تمام و فى السليم
!!!!!!!!!!!!!!!!!!

و لكن العكس هو الصحيح، و لما الإنسان يقلل من قيمته باستمرار، فده هيكون تأثيره سلبى جدا على ثقته بنفسه، فتقدر توصف وضع الشخص ده ببساطة
(إنه قلل ثقته بنفسه من كُتر ما فكر فى نفسه)
و النتيجة الطبيعية لكده إنه هيشعر بالضيق و الإحباط



طب وليه ده كله؟؟ انت قادر-بعون الله- على إنك تقدّر نفسك بشكل إيجابى و تستمتع بحياتك بما يرضى الله و بما ينفعك و ينفع غيرك، ....و مع ذلك ممكن حد يكون بيسأل نفسه ( طيب هو هيقدر نفسه ليه ؟ و على إيه؟ ) ، و الإجابة ببساطة......إن يكفى إن ربنا -سبحانه وتعالى- اختارك و اصطفاك أنت لتكون أسمى و أكثر الكائنات تعقيدا و أكثرهم رُقيّا، ربنا -سبحانه و تعالى- اختارك أنت لتكون بشرا، ....أحيانا بنشوف الكائنات الأخرى ، زى نملة أو ذبابة أو أى كائن آخر ، سواءا على الطبيعة أو فى برامج التليفزيون، و بنتعجب من شكله و من طريقة حياته و من عاداته الغذائية، و بننسى إن كان ممكن جدااااااا أى حد من الناس اللى بيتفرجوا دول يكون هو نفسه الكائن الآخر ده ، و ساعتها كان باقى البشر هينظروا لحياته بتعجب، أو يستخدموا حياته لتصوير برنامج تليفزيونى، أو يعملوا عليه تجارب، أو يخترعوا حاجة لقتله و التخلص منه أو أو أو، و لكن بدلا من ذلك كله ، اختارك الله -سبحانه و تعالى- و فضّلك و كرمك بألا تكون أحدا من هذه الكائنات، و بإن تكون المكلّف بخلافة الله فى الأرض، ...أكيد ده له دلالة كبيرة على قيمتك فى الحياة


و لذلك، فتقديرك لنفسك الصحى السليم، هو فى حقيقته هيكون مش نابع من كبر الأنا و من التكبر و العياذ بالله، و لكن هيكون نابع من تقديرك لتكريم ربنا -سبحانه و تعالى- لك ، و شكرك على نِعَمُه عليك التى لا تعد و لا تحصى ، و حينها هتستمد طاقة تقديرك لنفسك من امتنانك لهذا التكريم و من شكرك على هذه النِعَم، و من عدم إنكارك لكل ذلك ، فلا يجوز أبدا أبدا و لا يصح إن الإنسان يقلل من قيمة هذه النعم و هو متصور إنه بالشكل ده يبقى إنسان كويس و متواضع

!!!!!!!!!!!!!!!!

فقد قال الله تعالى فى كتابه الكريم " و لقدْ مَكّناكُم فِى الأَرضٍ و جَعَلنا لَكُم فِيهَا مَعايِشَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُون* و لَقَد خَلقْنَاكُم ثُم صَوّرنَاكُم ثُم قُلنا لِلمَلائكَةِ اسجُدوا لأدَمَ فَسَجَدوا إلا إبليسَ لم يكُن مِنَ السَاجِدين" صدق الله العظيم (سورة الأعراف- آية 10، 11)

شوف تكريم ربنا سبحانه و تعالى لك ، و شوف قوله تعالى ( قليلا ما تشكرون)، فاستشعر عظمة هذا التكريم و كن أنت من الشاكرين ، وكن فى حالة امتنان لنعم الله عليك، و استشعر مسؤليتك تجاه النعم دى و تجاه دورك فى الحياة كإنسان ، وعندها هتشعر بسعادة و راحة نفسية و هتقدر تفيد من حولك و تنجز وتشعر بسعادة الإنجاز، مهما كان الأنجاز ده صغير فى مظهره، طالما إنه شىء حلال

و يوجد الموقف المعروف فى مجال التنمية البشرية عن عاملىّ بناء مشتركين فى بناء نفس المبنى ، و عندما تم توجيه سؤال لأحد العاملين عن طبيعة عمله ، فأجاب بممل إنه لا يفعل شىء سوى وضع و ترتيب بعض الطوب و الأعمدة . و عندما تم توجيه نفس السؤال للعامل آخر، كانت الإجابة مختلفة تماما ، لإنه أجاب باعتزاز وفرحة بإنه بيقوم ببناء صرح عملاق ....... هل لاحظت الفرق؟ كلاهما كان بيعمل نفس العمل و لكن رؤية كل واحد منهما لما يفعله و تقديره لهذا العمل مختلفة ، ليه؟؟؟ لإن الرؤية دى نابعة من تقدير كل واحد لقيمة نفسه ، و بالتالى قيمة اللى نَفسُه دى بتعمله.


وعندما سُإلت سيدة ألمانية عن وظيفتها ، فأجابت بأنها مدرسة رياض أطفال ، و لكن الطريقة السعيدة و الفخورة اللى أجابت بها جعلت السائل يسألها " إنت بتحبى شغلك قوى كده؟" ، فأجابت بكل اعتزاز : " طبعا، أنا بابنى ألمانيا المستقبل" ،

يااااااه ، انظر لرؤيتها لنفسها إنها إنسانة مؤثرة وإن لها بصمتها و أهميتها فى المجتمع ، جعلها تنظر لعمق ما تفعله ، و تقدّر ده بشدة و تدرك إن مستقبل بلدها بيعتمد عليها و على معاملتها لهؤلاء الأطفال. لك إنك تتخيل الفرق بين مدرّسة بتقدر قيمة نفسها و بتنظر لما تفعله على إنها بتبنى مستقبل بلادها ، و أخرى لا تقدر قيمة نفسها و صورتها عن نفسها سلبية و سيئة فبتنظر لعملها على إنها مجرد بتروح المدرسة تدى كام حصة و خلاص،.... و ابدأ بقى تصور و تخيل الصورتين فى كل المهن و كل الفئات، و شوف الفرق

تفتكر مين اللى هينجح أكثر ، مين اللى هيكون أسعد ؟ مين اللى هيؤثر بشكل إيجابى فى من حوله أكثر؟؟؟

أكيد انت عرفت الإجابة، أكيد الشخص اللى مقدر نفسه تقدير إيجابى سليم ، ...و علشان كده هتجد إن تقدير الذات الصحى الإيجابى بعييييييد كل البعد عن فكرة الأنانية و التمحور حول الذات ، ده العكس هو الصحيح ؛ فكل من يقدّر نفسه ، سيقدّر ما يفعله و يرى عمق تأثيره ، و سيجتهد للنجاح ولإفادة الآخرين ، و هيتقن فى عمله لأن عمله الجيد هيكون انعكاس لذاته الجيدة.

و سبحان الله ، من المنظور الإيمانى هنجد إن الإسلام حث على إن كل حاجة نعملها ناخد فيها نية كبيرة لله –سبحانه و تعالى – ، و على قدر كبر النية و على قدر التفكير فى معانى أعمق و تأثير أوسع لما تفعله، كلما كبر ثوابك بسبب كبر نيتك،... و من منظور التنمية البشرية ، هنجد تأثير ده ، إن كلما كان تفكيرك فى معانى أكبر و أعمق لما تفعله ، كلما زاد تقديرك لنفسك و ثقتك فى نفسك و زاد إتقانك لعملك و إفادتك لمن حولك و زاد إنجازك فى الحياة، و الإنجاز ده يعتبر من أكبر القوى المحفزة ، و من أقوى الحاجات اللى بتقضى على الإحباط ، و من أكثر المشاعر التى تبعث على السعادة و الرضا و الثقة بالنفس.


و إذا كان سبق لك محاولات غير ناجحة أو سبق لك أن فعلت أشياء تتضايق أو تخجل منها ، فأنت قادر إنك تغير ده حالا و تقرر من الآن فصاعدا إنك ستتخلى عن أنانية التفكير السىء فى الذات، و هتشجع نفسك ، فممكن الإنسان يتضايق عندما لا يجد تشجيعا من الآخرين و لكن لازم ياخد باله علشان لا يكون هو نفسه واحد من الآخرين دول اللى مش بيشجعوه ،.. و مهما حصل تقدر تقرر إنك تقدر قيمة نفسك و قيمة ما تفعله ، يعنى أى حاجة سيئة هتكون عملتها ،مش هتكون أكثر من ديناميت (ألفريد نوبل)

!!!!!!!!!!!!!!!!


فالعالم الشهير (ألفريد نوبل) مخترع الديناميت ، فى الأصل فكّر فى اختراع الديناميت لتسهيل حفر المناجم ، و لكن اللى لم يكن فى حسبانه إن الديناميت هيستخدم كسلاح فى الحروب و هيستخدم لقتل الآلاف من الناس.

تصور كده فكرة إن واحد ينظر لنفسه كل يوم و يتخيل إنه سبب فى مرض و تشريد و قتل الآلاف من الرجال و النساء والأطفال،.... لدرجة إن إحدى الصحف الفرنسية لقبته بـ ( تاجر الموت) و بأنه ( الشخص الذى أصبح ثريا عن طريق إيجاد أسرع الطرق لقتل الآخرين) ،............ و مع إن استخدام اختراعه استخداما خاطئا ، لم يكن خطؤه هو أو ذنبه هو ، و لكنه شعر بالندم و الضيق الشديد لذلك . كان من الممكن جدا إنه يفكر فى نفسه على إنه إنسان سىء و عالِم مدمر أدى إلى دمار العالم بدلا من إفادته ، و كان ممكن جدا يستسلم للفكرة دى و يدخل فى دوامة الإحباط و هدم و تدمير الذات بالمزيد و المزيد من الأفكار السلبية، لكن هو لم يفعل ذلك ، و لإنه مقدر نفسه صح و عنده صورة إيجابية عن ذاته ، رفض و تمرد على فكرة إن دى تكون آخر حاجة يسيبها للبشرية ، و لا يمكن إن اسمه يقترن بالخراب و الدمار، و علشان كده ، لم يستسلم و قرر يعمل عمل مفيد و سخر ثروته الكبيرة لعمل جائزة (نوبل)؛ ليتم منحها للذين أثروا فى حياة البشر بشكل إيجابى و لتشجيع العلماء من جميع أنحاء العالم على نفع البشرية.

و من خلال تقديره الإيجابى لذاته استطاع إنه يعبّر عن معدنه و جوهره الحقيقى كعالِم يريد الخير و النفع و ليس الدمار و القتل.

و بالنسبة لك ، أيا كانت الأشياء الغير الناجحة أو الغير جيدة التى بدرت منك فى الماضى تجاه نفسك أو تجاه أى أحد – بقصد منك أو بدون قصد- فمش هتكون سببت دمار و أذى قد اللى سببه الديناميت، و من رحمة ربنا سبحانه و تعالى إن أبواب مغفرته و رحمته للناس مفتوحة دائما ، قال تعالى " قُل يَا عِبَادِى الذينَ أسْرَفُوا على أنفُسِهِم لا تقنَطُوا مِن رَحْمَةِ الله إنّ اللهَ يغفِرُ الذّنُوبَ جَمِيعًا إنّهُ هُوُ الغَفُورُ الرحِيم" صدق الله العظيم (سورة الزمر- آية 53)

و اقتران الياء بلفظة عبادى ، يدل على تشريف و تكريم عظيم لك، فتذكر أنك عبدا لله ، و ده فى حد ذاته أكبر قيمة و تشريف ممكن تناله ، فلابد أن تستمد من ذلك قيمتك وأن تقدر ذاتك بشكل إيجابى و تكون فى حالة امتنان و شكر ، فأنت خليفة الله فى الأرض و ربنا سبحانه و تعالى نفخ فيك من روحه ، كما قال تعالى " فَإذا سَوّيتُه و نَفَختُ فيهِ مِن روحِى فَقَعُوا له سَاجِدِين" صدق الله العظيم (سورة ص- آية 72)

و عندما ترى نفسك بأنك قيّم ، فلابد أنك ستفعل ما يعبر عن قيمتك ، و عندها تجتهد و تسعى لإفادة الغير و للنجاح بشكل أكبر و بسعادة أكثر، فمن الآن فصاعدا ،تذكر أنه من الأنانية أن تقلل من قيمة نفسك ، فقدّر نفسك جيدا و فكر فى معانى أكبر لكل ما تفعله ، و اتقن فيه و اجعله خير انعكاس لتقديرك الإيجابى لذاتك


و كما صنع (ألفريد نوبل) جوائز( نوبل) و أفاد الغير ، فافعل انت أيضا ما تعبر به عن تقديرك لنفسك و ما تفيد به غيرك، و اصنع ( نوبل ) الخاصة بك


==================================

معذرة لطول فترة الغياب الماضية و التى افتقدتكم جميعا فيها ، جزاكم الله خيرا على السؤال و الاهتمام ،

بارك الله فيكم جميعا و وفقنا لما يحب و يرضى

Thursday, 5 November 2009

اجتهد بأسلوب النظرية النسبية




"عندك كام سنة؟"


، سؤال بيتسأل كل يوم من شخص للتانى ، ممكن علشان يتعرف عليه أكتر أو يمكن علشان يقيّم مستوى تفكيره أو إنجازه فى الحياه أو حتى علشان يقيّم صحته، إنما لما الانسان يقعد كده يفكر مع نفسه " هو أنا بقى عندى كام سنه؟" يا ترى بيقيّم إيه ؟ شكله، صحته، مستواه الاجتماعى أوالمادى أو العلمى ، إنجازاته فى الحياة ، أو أو ، طب و بعد ما بيقيم ، ياترى بيزعل و اللا بيفرح ؟ ، و لما بتفكر فى سنك بتحس إنك لسه سنك أقل من إنك تعمل حاجة مفيدة و فيها إنجاز ، و اللا بتزعل على الوقت اللى ضاع و كان ممكن يتعمل فيه حاجات كتير و ماعملتهاش

طب أسألك ،هو أنهى سن بالضبط اللى بتقيّم على أساسه ؟؟؟
يعنى إيه السؤال ده؟؟؟

!!!!!
المفروض إنه السن من تاريخ الميلاد، ده العادى يعنى

!!!!!

أيوه أكيد ده سن مهم و بيحدد أشياء كثيرة ، فمثلا مش هاطلب من طفل عنده سبع سنوات إنه يعمل عمليه جراحية معقدة لمريض على وشك الوفاة ، و لو إنها حصلت فعلا فى الهند و العملية دى نجحت، وعمليات غيرها كتير، و الطفل ده بقى بيعالج القرية بأكملها بأفضل الطرق الطبية اللى اتعلمها من خبرتهأيييييييوة خبرته- و مذاكرته للكتب و المراجع الطبية وعُرض عليه منحة لدراسة الطب فى الولايات المتحدة ،

إنما هنا بنسأل عن ما وراء السن اللى فى شهادة الميلاد ؟؟ عن تقييمك و احساسك بالسن ده بعد ما بتتذكره ، بتقيم نفسك على أساس إيه؟ هل على أساس رقم شهادة الميلاد فقط ؟؟ و اللا بتقّيم سنك بالنسبة لــــ، عمرك الحيوى – اللى له علاقة بكفاءة وظائف الجسم و الصحة عموما - ، و اللا عمرك العقلى – اللى له علاقة بنضج تفكيرك و اهتماماتك و مدى اطلاعك ، و اللا عمرك الإجتماعى – اللى له علاقة بذكاءك فى التعامل مع الناس فى شتى المواقف و فهم أنماط الناس و خبراتك الحياتية ، و اللا عمرك كقدر إنجازك فى الحياه؟؟
ده الواحد طلع عنده كذا عُمر ، مش كده؟
و على فكرة مش شرط إطلاااااقا إن أى عُمر من الأعمار دى يساوى سنك الحقيقى ، ده ممكن جدااااا كل حاجة من دول تطلع برقم مختلف تماااااااما عن سنك ، يعنى موضوع العمر ده بيختلف من واحد للتانى حسب الجوانب اللى ذكرناها ، و اللى مهم إنك تفكر فيها كلها ، مش فى جانب واحد فقط ،....... فعُمرك و حياتك أعمق بكتير من مجرد فكرة إنت عاصرت الأرض لما دارت حوالين الشمس كام مرة،.......يعنى كوكب عطارد –مثلا - السنة فيه بقيمة ثمانية و ثمانين يوم أرضى، يعنى إذا كان عندك عشرين سنة ، فبحسابات عطارد يبقى عندك ثلاثة و ثمانين سنة!!!!!! ، و لو بحسابات كوكب زحل اللى السنة عليه بقيمة تسعة و عشرين سنة أرضية و نصف ، يبقى كده عمرك لسه يادوب كام شهر!!!!!!، يعنى لما تفكر فيها من الناحية الزمنية كأرقام و حسابات ، هتجد إن المسألة كلها نسبية تماما ، مش بس بالنسبة للكواكب و لكن فى حياتك كمان، إزاااى؟؟

لما اتكلم أينشتاين عن النسبية قال إن "كل ما الجسم تكون حركته أسرع ، كلما يتباطأ الزمن بالنسبه له" ، و بدون الدخول فى تفاصيل النظرية ولكن يقصد بتشبيه بسيط ، إن لو أخين توأم ، واحد فيهم فضل على سطح الأرض – بسرعة الأرض الطبيعية- ، و التانى طلع فى صاروخ فضائى بيطير بسرعة عالية جدا جدا ، فبعد ستين سنة كده ، هيكون الأخ اللى فضل على الأرض عجّز و كبر، إنما الأخ اللى طار بسرعة عاليه جدا جدا لسة شباب
!!!!!!!!!!
ليه؟؟
لأن لسرعته العالية ، الزمن عدّى بالنسبة له ببطأ شديد فلم يكبر كثيرا فى السن، و الكلام ده علمى و حقيقى فعلا و تم إثباته من وقت أينشتاين، إنما المهم هنا ،إننا ممكن نستفيد من الكلام ده و نطبقه على عُمرنا و حياتنا إزااااى؟؟

أكيد، أكيد ،أكيد يعنى ما أقصدش إن كل واحد يجيب صاروخ فضائى و يركبه و يطلع الفضاء علشان الوقت عليه يمر ببطء، و لما يرجع يغيظ أصحابه علشان كلهم بقوا عواجيز و هو لسه شباب!!!!! ،...................إنما اللى باتكلم عليه هنا جملة أينشتاين " كل ما الجسم تكون حركته أسرع ، كلما يتباطأ الزمن بالنسبه له" ، ولكننى هنا نظرت لها بمنظور مختلف ، منظور سرعة الاجتهاد و السعى فى الحياة، إنه كلما سعيت أكثر و أجتهدت أكثر و كنت جادا فى سعيك و نظمت أنشطتك ، فستنجز فى وقت أقل ( لأنك أحسنت استخدام الوقت)، و بمرور الأيام، يبقى هتنجز أيضا فى عُمر أقل ، و كإن –مجازا يعنى – سرعة الزمن تباطأت بالنسبة للسرعة العالية لحركة إجتهادك ، و نقدر نقول إنك كده، بتجتهد بأسلوب النظرية النسبية


و أمثلة الناس اللى طبقت الكلام ده كتير، فمثلا حد زى (هايزنبرج) صاحب نظرية ميكانيكا الكم ، حصل على الدكتوراه و هو فى سن الثانية و العشرين و حصل على جائزة نوبل و هو عنده واحد و ثلاثين سنة !!!!!!!!!!!، أكيد إجتهاده كان كبير، و كمان حبه لعمله كان كبير علشان كده أنجز فى سنّه ما ينجزه الآخرون فى سن أكبر منه بكثير ، و الأمثلة عدييييدة جدا ، زى العالم الأندلسى ( ابن جُلجُل) و اللى أثرى علمَى الطب و النبات إثراءا عظيما ، عاش –فقط- لمدة اثنين و ثلاثين سنة ، و (مارى كورى) حصلت على جائزة نوبل الأولى و هى عندها ستة و ثلاثين سنة ، و الثانية و هى عندها أربعة و أربعين سنة ، و غيرهم و غيرهم الكثير


فلا تستهين بعمرك أبدا و لا يكون ذلك سببا لكى لا تثق فى نفسك، فمهما كان عمرك، تقدر بحسن اجتهادك و تنمية مواهبك ، و قبل كل ذلك بتوفيق من الله – سبحانه و تعالى – أن يبارك الله لك فى الوقت و تحسن استغلال عمرك فى جوانب حياتك المختلفة،


و إذا كنت من اللى بيفكروا إن الوقت عدّى خلاص و حاجات كتير كان ممكن تعملها و معملهتاش، فأقول لك ببساطة شديدة ، إنه طالما انت لسه عايش –أكيد عايش طالما بتقرأ هذه السطور- يبقى لا داعى لأن تقتل عزيمتك و جسدك مازال حيا، و اجتهد بطريقة النظرية النسبية ،وعوّض ما فاتك ، فكما يقولون "لا يوجد ما يسمى بمتأخر زيادة عن اللزوم"
"It is never too late"
و من المقولات الرائعة فى التنمية البشرية " غدا هو أول يوم فى حياتك القادمة"، فمهما مرّ من الوقت ، فتذكر إن دائما أمامك وقت آخر، فما لا يُدرك كله .. لا يُترك كله،


فإنسان مثل (العز بن عبد السلام) بدأ – و لاحظ كلمة بدأ- يتفرغ للعلم الشرعى و هو عنده واحد و خمسين سنة ، و النتيجة إنه أصبح سلطان العلماء.....، و فى زمننا المعاصر (هارلند ساندرز) مؤسس و صاحب خلطة دجاج كنتاكى الشهيرة ، بدأ مشروعه و هو عنده خمسة و ستين سنة، و عاش لحد ماشاف مشروعه و حلمه بيكبر أمامه ، لغاية ما مات وهو عنده تسعين سنة، يعنى إذا افترضنا – مجرد فرض- إنه ما كنش بدأ مشروعه و قال كلام من نوعية " خلاص أنا راحت عليّه" أو "أهيه عيشة و السلام "، أواتنهد كده و قال: " إييييييه.. يللا بقى حسن الختام"، كان زمانه فضل قاعد منتظر الختام ده خمسة و عشرين سنة !!!!!!!!!، و لكن بدلا من ذلك قضى الفترة دى فى السعى الإيجابى لهدفه و استمتع بسعيه كمان ، و عالِم الإقتصاد (ويليام فيكرى) اللى فضل مكمّل فى عمله و أبحاثه بالرغم من كونه فوق الثمانين، و لحق إنه يحقق حلم نوبل و هو عنده اثنين و ثمانين سنة ، و عرف بخبر فوزه بالجائزة قبل ثلاثة أيام فقط من وفاته....، يعنى حرفيا اجتهد حتى آخر عمره و استمتع بثمرة إنجازه

و الشىء المشترك بين كلللل من ذكرتهم فى البوست إنهم قرروا يستمتعوا بحياتهم و ينجزوا فيها، بإن يفعلوا ما يحبونه و يسعون فيه باجتهاد و تواضع و إخلاص ، و بصرف النظر عن عدد دورات الأرض حول الشمس و المكتوب رقمها فى شهادة الميلاد

فكن مثل هؤلاء ، و اعلم إن الموت يقين ،و إلى أن تصل لهذا اليقين ، فمهما كان عمرك ، أنت مازلت حيا ، فاستمتع بهذه الحياة التى منحها الله لك ، و اجتهد فيها....... بما يُرضى الله ،..... و بما يُرضيك يوم أن تلقاه
----------------------------------------------


ممكن يكون أحد أسباب اللى أدت لاختيارى لكتابة هذا الموضوع فى هذا التوقيت، هو اقتراب يوم ميلادى ( ال9 من نوفمبر) بإذن الله ، فأسألكم الدعاء بأن يمن الله علىّ و إياكم بالبركة فى العمر و حسن الخاتمة إن شاء الله


جزاكم الله خيرا